تراجع تصنيف ألمانيا في مجال الابتكار إلى المرتبة الحادية عشرة عالميا، في ظل الحاجة الملحة إلى تحقيق اختراقات في مجال التحول الرقمي وثقافة ر

وفي أحدث مؤشر للابتكار العالمي لعام 2025 الصادر عن المنظمة العالمية للملكية الفكرية (الويبو)، انخفض تصنيف ألمانيا في مجال الابتكار العالمي من المركز التاسع إلى المركز الحادي عشر، ولم تعد من بين الاقتصادات العشر الأكثر ابتكارا.

في التقرير السنوي للمنظمة العالمية للملكية الفكرية، كان أداء نظام الابتكار الألماني أسوأ من السنوات السابقة من حيث المدخلات (المرتبة 15) والمخرجات (المرتبة 8). ولا تزال الكفاءة الإجمالية لنظام الابتكار الألماني مرتفعة نسبيًا؛ إذ تتجاوز مخرجات ألمانيا استخدام مواردها. علاوة على ذلك، احتلت ألمانيا المرتبة الخامسة عالميًا في مؤشر "التصنيع عالي التقنية"، وحافظت على تصنيفها الخامس في مؤشر "تعقيد الإنتاج والتصدير" (متقدمة من المرتبة الرابعة العام الماضي). أما من حيث الخدمات اللوجستية، فقد احتلت ألمانيا المرتبة الثالثة. وبينما لا تزال ألمانيا تحتل مرتبة متقدمة من حيث عدد طلبات براءات الاختراع وعائلاتها، إلا أنها لم تحتل سوى المرتبة السابعة في مؤشر الابتكار لهذا العام، مقارنةً بما كانت عليه قبل بضع سنوات عندما كانت الاقتصاد الرائد عالميًا في طلبات براءات الاختراع.

تواصل ألمانيا تفوقها في البحث العلمي، حيث تتجلى بوضوح قدرات البحث والتطوير لدى شركاتها الكبرى. وتلعب صناعة السيارات دورًا بالغ الأهمية في هذا المجال، حيث تُعدّ الشركات الألمانية الثلاث الكبرى الأكثر استثمارًا في البحث والتطوير، جميعها من شركات صناعة السيارات.

التوسع البطيء للبنية التحتية الرقمية ونقص ثقافة ريادة الأعمال

يكشف التقرير عن نقاط ضعف كبيرة في وصول ألمانيا إلى التقنيات الرقمية واستخدامها. كان توسع البنية التحتية الرقمية، مثل الإنترنت عريض النطاق والاتصالات المتنقلة عالية الأداء، بطيئًا. احتلت ألمانيا المرتبة 48 فقط في مؤشر "إنشاء تطبيقات الهاتف المحمول". كما كان أداؤها ضعيفًا من حيث الشروط الإطارية لتأسيس الشركات، حيث احتلت المرتبة 41 فقط في مؤشر "سياسة وثقافة ريادة الأعمال".

انخفضت صفقات رأس المال الاستثماري في ألمانيا بنسبة 10% مقارنةً بالعام السابق. يُعدّ رأس المال الاستثماري بالغ الأهمية للشركات الناشئة، إذ يجب تحويل التقنيات الواعدة إلى نماذج أعمال ناجحة. ونظرًا لأهمية رأس المال الاستثماري، أدرجت المنظمة العالمية للملكية الفكرية (WIPO) هذا المعيار مؤخرًا لأول مرة في تقييمها لأكثر المناطق ابتكارًا. من حيث رأس المال الاستثماري، تحتل ألمانيا المرتبة بين 30 و40 فقط في مؤشر الابتكار العالمي. وبالتالي، لا تُصنّف ألمانيا ضمن أفضل الدول من حيث الشركات الناشئة عالية القيمة، المعروفة باسم "يونيكورن". أكبر ثلاث شركات يونيكورن في ألمانيا هي Celonis (التكنولوجيا؛ ميونخ)، وN26 (الخدمات المالية؛ برلين)، وPersonio (خدمات الموارد البشرية؛ ميونخ).

علاوة على ذلك، تحتل ألمانيا المرتبة 56 فقط على المستوى الدولي من حيث الإنفاق على التعليم.